القائمة الرئيسية
الزوار
يتصفح الموقع حالياً 21
تفاصيل المتواجدون
احصائية الزوار
الأدب الأول (( أدب التثبت ))
المقال
الأدب الأول (( أدب التثبت ))
**الأدب الأول:
التثبت والتأكد من صحة وجود الخلاف وهذا هو مقدمة الآداب ، والخطوة الأولى في التعامل مع الاختلاف ، فيتأكد الناظر في الاختلاف من نسبة هذا الخلاف للعالم المخالف،
قال تعالى : (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) أي : تثبتوا .
لأننا نجد كثيراً من الأقوال والخلافات عندما يُسأل أصحابها عنها فإنهم ينفون ذلك بالكلية ، أو أن كلامهم يؤول إلى ما ذهب إليه البقية ويكون قد نُسب إليه خطأ أو سوء فهم .
قال الشاعر :
وكم من غائب قـولاً صحـيحاً وآفـتـه مـن الفـهـم السقيـم.
وكما قيل : ((وما آفة الأخبار إلا رواتها )) .
وإليك هذين الموقفين الذين يكشفان لنا تعامل السلف مع مثل الأدب :ـ
* عن أحمد بن زهير قال : قال لي مصعب بن عبد الله : ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال : لا أقول كذا ، ولا أقول غيره ـ يعني في القرآن ـ فناظرته فقال : لم أقف على الشك ولكني أقول كما قال اسكت كما سكت القوم ، قال فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه ،
قال الشاعر :ـ
أأقعد بعد ما رجفت عظـامـي وكان المــوت أقرب ما يليـني
أجادل كل معتــرض خصـيم ,أجعـل دينــه عرضاً لديــني
فأترك ما علمت لرأي غـيري وليـس الـرأي كالعلم اليقيـن
وما أنا والخصومة وهي لبـس تصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنـت لنا سنن قوام يلُحـنَ بكل فـج أو وجيـن
وكان الحـق ليس له خفـاء أغـر كغرة الفلـق المبيــن
وما عوض لنا منهاج جهــم بمنـهاج ابـن آمنـة الأميـن
فأما ما علمت فـقد كفاني وأمــا ما جهلت فجنبونـي
فلست مكفراً أحداً يصـلي وما أحرى بكم أن تكفروني
وكنا أخوة نرمي جميعــاً فنرمي كـل مـرتاب ظنـين
فما برح الكلف أن رمينـا بشأن واحد فوق الشــؤون
فأوشك أن يخر عماد بيت وينقطع القريـن عن القريـن
* أن طاووساً ووهب بن منية التقيا فقال طاووس لوهب (( يا أبا عبد الله بلغني عنك أمر عظيم ، فقال ما هو ؟ قال : تقول إن الله حمل قوم لوط بعضهم على بعض ، قال وهب : أعوذ بالله ثم سكت ))< جامع بيان العلم :320 >.
فعلم من هذا كله أن التثبت من الآداب المطلوبة في فقه الخلاف **
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::