نماذج(2) تطبيق عملي من سلف الأمة للجواب على : ( بمــاذا نختــــلـــف ) =مهم=

المقال

نماذج(2) تطبيق عملي من سلف الأمة للجواب على : ( بمــاذا نختــــلـــف ) =مهم=

2021 | 09/10/2009

**نموذج عملي (2) لجواب السلف على (بماذا نختلف)

ومسك ختام منع الاختلاف والتحذير منه موقف أخير علّق عليه ابن عبدالبر فقال : ( ونهو عن الجدال في الاعتقاد ؛لأنه يؤول إلى الانسلاخ من الدين ، ثم ساق قصة فقال :ألا ترى مناظرة بشر في قوله عزوجل ( مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) حيث قال : هو بذاته في كل مكان ، فقال له خصمه :في قلنسوتك وفي حشك وفي جوف حمارك ـ تعالى الله عما يقول الظالممون ـ حكى ذلك وكيع رحمه الله ، وأنا والله أكره أن أحكي كـــلامهم قبحـهم الله ، فمن هذا وشبهه نهى العلماء ) < ص: 322 > .

وقال في موضع آخر : ( أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ، ولا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء ، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم ) < 320 >.

ويقول الآجـرّي : ( ومن صفات العالم العاقل... أن لا يجادل ولا يماري .. وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ ليدفع بحقه باطل من خالف الحق وخرج على جماعة المسلمين ، على جهة الاضطرار إلى المناظرة لا على الاختيار ؛لأن من صفة العالم العاقل ألاّ يجالس أهل الأهواء ولا يجادلهم ، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا ) < أخلاق العلماء ص :61 > .

كل هذه المواقف الجلية الواضحة تجلي ما قُرر من منع الاختلاف في العقيدة والتوحيد والقطعيات ، ومن المناسب أن يتوسط بين الكلام في طرفي" ما منع فيه الاختلاف وما أجيز" ما يكشف لنا حقيقة تخفى على الكثير وهي ما كان عليه أهل مدرسة الرأي من أهل السنة وهم السادة الحنفية ، حيث ساق ابن عبدالبر بسنده : ( سمعت ابن زياد اللؤلؤي ـ وقال له رجل في زفر بن الهذيل ـ أكان ينظر في الكلام ؟ فقال : سبحان الله ما أحمقك ، ما أدركت مشيختنا زفر و أبا يوسف وأبا حنيفة ومن جالسنا وأخذنا عنه يهمهم غير الفقه،والإقتداء بمن تقدمهم )< ص 320 > .

فما أعظم ما قال عندما جمع بين الفقه والإقتداء بمن تقدم ففيه عصمة من الابتداع ودليل على أن مدرستي الحديث والرأي سلما من البدع لاقتدائهم بمن سبقهم في الاعتقاد ، وإن اختلفوا في الفقه .

وعلى هذا فالخلاف الذي ينبغي أن لا يُخرج به عن قوانين الأخلاق،وضوابط الآداب من احترام وتآلف هو الاختلاف في المسائل الفقهية و الاجتهادية الذي صدر عن عقل صحيح سليم من الشبهات والشهوات فالنظر في هذا الخلاف ودراسته والإحاطة به وفهمه من الأهمية بمكان.

فالصحابة وتابعيهم لم يزالوا يناظروا ويجادلوا في مســـائل الفقه يقول ابن عبدالبر : ( وأما الفقــه فلا يوصل إليه ولا ينال أبدا دون تــناظر فيه وتفهم له ) < ص : 323 > .

وقال أيضاً : (وأما الفقه فأجمعوا على الجدل فيه والتناظر ؛ لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك ) < 316> .

*******************

يتبـــــــــــــــــــــــــــ(تنبيه)ـــــــــــــــــــــــــع

جديد المقالات

موقع أصول الفقه