القائمة الرئيسية
الزوار
يتصفح الموقع حالياً 25
تفاصيل المتواجدون
احصائية الزوار
( بمــاذا نختــــلـــف ) : الخلاف الحري بالأدب:
المقال
( بمــاذا نختــــلـــف ) : الخلاف الحري بالأدب:
** الخلاف الحري بالأدب :
قد يقول قائل : ما هو الخلاف الذي ينبغي أن يلتزم فيه الناظر الأدب ، ولايخرج فيه عن قوانين الأخلاق ،أم أن كل خلاف معتبر فيه الأدب ؟
وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلافا له حظ من النظر .
الخلاف إما أن يكون في العقيدة وأصول الدين وقطعياته ، وإما أن يكون في الفروع والفقه ، فالخلاف المعتبر هو الخلاف الذي صدر عن النظر والعقل الصحيح ، وكان في الفقه والإحكام الاجتهادية ، لا في قطعيات الدين وثوابته التي يقوم عليها من عقائد وعمليات وأخلاق وغيرها من الثوابت ، فالخلاف في العقائد والقطعيات ممنوع ومذموم قال تعالى : ( فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى سراط مستقيم ) وقال تعالى : ( ولاتكونوا كالذين بفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) وقال تعالى : ( ومااختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم ) فالآيتان الأخيرتان يظهر فيها أنه تعالى إنما ذمهم على الاختلاف لأنهم خالفوا الأحكام البينة الواضحة وأن هذا الاختلاف لم يكن لقلة البيان والوضوح ، بل كان من باب البغي والاعتداء على النصوص الواضحة بترك العمل بها لوجود الشبهات التي غطت عقولهم حتى عن الواضحات ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية : (من خالف الكتاب المستبين ، والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يعذر منه ، فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع ) < الفتاوى :24/ 172 >
وأشد من هذا أن الله تعالى حكم على هؤلاء المخالفين في جانب العقائد والقطعيات بأنهم في نار جهنم قال عليه الصلاة والسلام : ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحده ) .
فدل على أن الشارع الحكيم أراد حسم مادة الاختلاف ، ومنعه في العقائد ، وشنع على المتعاطين له أشد تشنيع .
ولعل الشارع أراد بهذا أن تكون العقائد هي الوحدة التي تجتمع عليها الأمة ، وتلتف حولها ، ولا يسوغ أن تتعدد عقائدهم .
وما ذاك إلا لخطورة الاختلاف هنا حيث إن الإنسان إذا عقد قلبه على شيء فإنه يسعى إلى الانقياد التام لذلك المعتقد ، فيكون هو المحرك له ، بل قد يضحي في سبيله بكل ما يملك من قليل وكثير ، وتجده يعطي العقيدة كل شيء حتى المهجة والنفس يقدمها رخيصة في في سبيل ذلك المعتقد ،
من هنا أمر الشارع أن تتحد الأمة في عقيدتها لأنها لو اختلفت لأدى ذلك إلى التقاتل والتناحر ، ولأصبحت الأمة أحزابا و شيعاً يذيق بعضهم بأس بعض : ( أو يلبسكم شيعا فيذيق بعضكم بأس بعض )
وهذا والله هو الواقع المشاهد اليوم والمعلوم علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين ، فمن رافضة وخوارج أذاقوا الأمة صنوف العذاب والقتل و البأس ، إلى علمانية وشيوعية رأت أن التحلل من الدين ليس به بأس