** الدليل الأول : الكتاب العزيز **

المقال

** الدليل الأول : الكتاب العزيز **

3770 | 28/09/2009
الدليل الأول: القرآن الكريم

-التعريف .
- طريق ثبوته:
- حجيته:
- القراءة الشاذة:
___________________
القرآن لغةً: من مادة قَرَأَ بمعنى المقروء والمتلو والمُظهَر والمُبرَز.
وتأتي بمعنى جَمَعَ، ومنه قولهم (قَرَأتُ الماءَ في الحوضِ) إذا جمعته فيه.
والقرآن الكريم متلو ومُظهَر ومُبرَز، وهو جامع لثمرات علوم الكتب السماوية السابقة مع زيادة عليها.
واصطلاحاً: "هو اللفظ ، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، المعجز عن الإتيان بمثله، المتعبد بتلاوته".
- شرح التعريف:
قوله: (اللفظ) أي تكلم الله به حقيقة، قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ} فسمى القرآن كلام الله، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافاً لما يزعمه أهل الكلام من أن القرآن هو المعاني القائمة بالنفس دون الألفاظ، حيث يلزم من هذا القول أن تكون ألفاظ القرآن لغير الله تعالى، وهو منكر من القول.
قوله: (المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) أخرج ما أُنزِل على غيره من الأنبياء السابقين، وما ليس بمنزل كالأحاديث النبوية لكون ألفاظها لم تنزل.
قوله: (المعجز) خرج بهذا القيد الأحاديث الربانية القدسية، كحديث: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ... ) لكونها لم تنزل للإعجاز.
قوله: (المتعبد بتلاوته) خرج بهذا القيد ما نسخت تلاوته من القرآن، كآية: {الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ}.
___________________
* طريق ثبوته:

القرآن العظيم ثابت بطريق التواتر، حيث إن الأمة لا تزال من عصر النبوة إلى اليوم تتلقاه وتتناقله نقلاً متواتراً، فطريقه قطعي.
___________________
* حجيتــــــــــه:

لا خلاف بين المسلمين في أن القرآن حجة، وهو المصدر الأول من مصادر التشريع، ودليل حجيته أنه من عند الله، ودليل كونه من عند الله كونه معجزاً، ووجه إعجازه أن الله تعالى تحدى العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا، فدل ذلك على أنه من الله تعالى، إذ لو كان من مخلوق لقدر الخلق على الإتيان بمثله.
______________
* القراءة الشاذة:
- ضابطها:
لهم في ضابطها طريقان:
1- طريق الأصوليين: هي ما نقل نقلاً آحادياً، ولم تبلغ حد التواتر.
2- طريق القراء: ما اختل بها أحد أركان وشروط القراءة الصحيحة الثلاثة، وهي: (صحة الإسناد، موافقة الوجه العربي، موافقة الرسم العثماني).
- أمثلة لهذه القراءة:
قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} فإن بعض الصحابة  قرأها: {فَاقْطَعُوا أَيْمَانَهُمَا}.
قوله تعالى: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ} فإن ابن مسعود  زاد فيها: {مُتَتَابِعَاتٍ}.
قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} فإن ابن عباس وأبي بن كعب  زادا فيها: {وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ}.
- حكمها:
لا تجوز القراءة بها، فهي ليست قرآناً، ونقل جمع من الأصوليين الإجماع على ذلك.

- الاحتجاج بها:
اختلفوا في ذلك على قولين:
القول الأول: أنها حجة، وهو قول الحنفية والحنابلة وبعض الشافعية، ودليلهم أن الصحابي ههنا لا بد أن يكون قد نقل هذا سماعاً من النبي  فيكون ذلك حجة، لأنه متردد بين أن يكون قرآناًً أو سنة، وكلاهما حجة.
القول الثاني: أنها ليست بحجة، وهو قول المالكية وبعض الشافعية، ودليلهم أنه متردد بين أن يكون سماعاً أو مذهباً للصحابي، والحجة في السماع لا في مذهبه، وعليه فهو متردد بين الحجية وعدمها، وترجيح أحدهما بلا مرجح (تَحَكُّم) والتحكم باطل .
والله الموفق

جديد المقالات

موقع أصول الفقه